الليرة التركية و الاستثمار العقاري
لا تقتصر اثار هبوط الليرة التركية مقابل الدولار على أثار سلبية فقط
بل لها أيضاً اثار إيجابية واضحة
ويعتبر القطاع العقاري في تركيا أحد القطاعات المستفيدة من انخفاض الليرة
انخفاض الليرة التركية مقابل الدولار بدء مع الثلث الأخير من شهر أكتوبر 2020 وقد
فتح المجال أمام كثير من التساؤلات حول سعر الليرة التركية الجديد وما هو المدى الذي ستهبط إليه الليرة وأثر ذلك على القطاعات الاقتصادية المختلفة في تركيا
ولكن ما هي أسباب التقلبات في سعر صرف الليرة التركية؟
في 19 آذار/مارس 2021 أصدر البنك المركزي التركي قراراً يقضي برفع سعر الفائدة من 17% الى 19% على عمليات إعادة الشراء في محاولة منه لضبط تراجع الليرة التركية أمام العملات الأجنبية
في السادس من أيار/مايو 2021 قرر البنك المركزي التركي تثبيت سعر الفائدة عند 19% بسبب تراجع الاقتصاد نتيجة تفشي وباء كورونا وارتفاع أسعار السلع الأساسية محاولاً جعل سعر صرف الليرة التركية مستقراً.
بعد ذلك دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى خفض سعر الفائدة، وذلك لخفض التضخم الحاصل في الاقتصاد التركي، ليعلن بعدها البنك المركزي التركي في 23/09/2021 عن تخفيض في سعر الفائدة 100 نقطة لتصبح 18% ليتراجع بعدها سعر صرف الليرة التركية مباشرة كنتيجة أولى للقرار
ليعود البنك المركزي التركي بعد أقل من شهر ويقرر بخفض أسعار الفائدة 200 نقطة أساس من 18% حتى 16%، لتعود الليرة الى الانخفاض بشكل متسارع من 9.22 ليرة تركية مقابل الدولار الأمريكي لتبلغ أقل مستوياتها عند 9.84 ومن ثم لتعود وتنخفض بشكل طفيف.
بالإضافة لتخفيض سعر الفائدة كانت هناك مجموعة من العوامل التي أثرت على سعر صرف الليرة التركية بحسب الخبراء والمحللين الاقتصاديين ومنها الاضطرابات السياسية الداخلية التي حصلت في الآونة الأخيرة أبرزها
دعوة بعض الأحزاب السياسية التركية المعارضة الى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وكذلك قضية تصريح الرئيس التركي حول السفراء العشرة غير المرغوب بهم في تركيا
أدى زيادة التضخم العالمي والتوقعات المطروحة حول التضخم في الولايات المتحدة الأميركية الى رفع عوائد سندات الخزنة وبالتالي ارتفعت مؤشرات الدولار مما أثر سلباً على عملات الدول ذات الأسواق الناشئة مثل تركيا.
ولا ننسى الأثر الذي سببه فيروس كورونا وافرازاته الاقتصادية السلبية على جميع دول العالم بما فيها تركيا
انخفاض الليرة التركية وسوق العقارات
بعد التذبذب الأخير في سعر صرف الليرة التركية وهبوطها مقابل العملات الأجنبية بات سؤال هل شراء عقار في هذا التوقيت في تركيا يعتبر استثماراً ناجحاً أم مخاطرة ؟
المجازفات دائماً موجودة في أي استثمار كان، فلذلك يجب على المستثمر الذكي تحديد عوامل نجاح واستمرارية استثماره واستغلال الفرص بشكل مثالي ،
عند هبوط قيمة الليرة التركية سوف ترتفع أسعار العقارات في تركيا لأن تركيا تستورد الكثير من المواد الأولية للبناء والاعمار ، لكن هذا الارتفاع ليس قفزة آنية بل سوف يكون بعد فترة من الزمن وبما أن المستثمر أجنبي فإن المبلغ الذي كان سيدفعه مقابل عقار متوسط مثلاً في ضواحي استانبول سيمكنه من شراء عقار بجودة أعلى وأفضل في المناطق الحيوية ،
فبعد رفع شركات البناء لأسعار العقارات بما يتوافق مع سعر الصرف الجديد
عندها سوف يتمكن المستثمر من تحقيق استثمار ناجح وتجنب المخاطر الاستثمارية
ومن ناحية أخرى ولتجنب المخاطر بشكل أكبر يمكن للمستثمرين الأجانب شراء العقار الذي يرغبون به بالأقساط، بدفعة أولى والباقي على 20 شهر مثلاً بالليرة التركية، و ثم يراقبون سعر صرف الليرة فإذا استمرت الليرة التركية بالانخفاض يستمرون بدفع الأقساط والتي سوف تقل قيمتها على الدولار